ويتساءل الكثيرون عن يوم المبعث النبوي الشريف عند الشيعة، والذي يحتفل به الكثيرون من أبناء الطائفة الشيعية، ويتم الاحتفال به في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب.

اتفق علماء الشيعة على القول بأن رسول الله(ص) قد بعث في السابع والعشرين من شهر رجب، ولقد بدأ ينزل الوحي من ذلك اليوم، ولقد اشتهر عند علماء السنة أن رسول الله(ص) قد أوتي هذا المقام العظيم في شهر رمضان المبارك، ففي ذلك الشهر كلف الرسول(ص) من الله بهداية الناس وبعث الرسالة.

 

ويعتبر الشيعة يوم المبعث هو ولادة جديدة لكل من القرآن الكريم والنور والعدل، والحق، كما أنه بداية انطلاق الحضارة والتاريخ الإسلامي، حيث حدثت مجموعة من الأمور والأحداث العظيمة والتي كان لها فضل كبير وبارز في مجريات التاريخ، فعند نزول الرسالة على رسولنا الكريم قد تم القضاء والتخلص من جميع المعتقدات والأفكار الباطلة وزولها.

 

وكانت دعوة الدين الإسلامي الحق والمحبة والخير وغرس التآلف والمودة بين الناس، وهذا يؤكد على أن المبعث النبوي هو السبب الذي انتشر فيه العدل ومن خلاله تم تحقيق المساواة بين كافة طوائف المجتمع، ومن هذا المنطلق يحتفل أبناء الطائفة الشيعية بذلك اليوم.

 

ويعتقد الشيعة أن يوم المبعث النبوي الشريف كان في السابع والعشرين من شهر رجب وهو يوم بعثة النبي محمد(ص)، أما ليلة الإسراء والمعراج عند الشيعة والتي أسرى فيها النبي(ص) من مكة على بيت المقدس يصادف يوم 17 من رمضان، وذلك وفقًا للمصادر والكتب الشيعية.

 

قال الشّيخ الكفعمي في المصباح: رُوي عن أبي جعفر الجواد(عليه الصلاة والسلام) أنّه قال: (إنّ في رجب ليلةً هي خيرٌ للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، وهي ليلةُ السّابع والعشرين منه نُبِّئَ رسولُ الله(صلى الله عليه وآله) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر مَنْ عمل ستّين سنة)، وهي اللّيلة الممهّدة ليوم المبعث النبويّ الشريف، الذي يُعدّ من الأيّام العظيمة والشريفة جدّاً وهو عيدٌ من الأعياد العظيمة؛ ففيه كانت بعثة النّبيّ محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وهبوط جبرئيل عليه بالرّسالة والنبوّة. 

 

ولليلة المبعث النبويّ الشريف أعمالٌ وأدعيةٌ مأثورة منها: 

1- الغسل. 
2- صلاة اثنتي عشرة ركعة المرويّة عن الإمام محمد بن علي الجواد(عليهما السلام). 
3- زيارة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام). 
4- قراءة الدعاء: "اَللّـهُمَّ إِنّي أَساَلُكَ بِالتَّجَلِّي الأعْظَمِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ الْمُعَظَّمِ...". 

أمّا يوم السابع والعشرين من رجب فكان مبعث النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة الإسلاميّة المقدّسة، حيث أوحى الله تعالى إليه وأبلغه عن طريق الأمين جبرئيل(عليه السلام) بأنّه نبيّ هذه البشريّة وخاتم الأنبياء.. 

ومن أهمّ الأعمال الواردة في هذا اليوم: 

1- الغُسل. 
2- الصيام، وَمَنْ صَامَهُ كَانَ صِيَامُهُ كَفَّارَةَ سِتِّينَ شَهْراً. 
3- الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد. 
4- زيارة خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين محمد(صلى الله عليه وآله) وزيارة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام). 
5- صلاة ثلاثين ركعة في كلّ ركعة تقرأ الفاتحة مرّة والتوحيد (10) مرّات.

 

تعرفنا على ما هو يوم المبعث النبوي الشريف عند الشيعة والذي يعتبر عيدًا بالنسبة لهم، وذلك لما تضمنته الرسالة النوبية من ركائز ومعاني الخلق السامية، كما أنها تشمل أهداف قويمة نبيلة ولقد كان ناتجها على العالم كافة والبشر بالخير والبركة والرخاء.