إن تربية الإنسان من أصعب المهام في نظام الخلق، وقد استخدم الأنبياء(عليهم السلام) أساليب ومناهج مختلفة لتربیة الانسان حسب الظروف والأوضاع القائمة.
وأول نهج تربوي إتخذه الأنبیاء(ع) کان أساسه السؤال أي أنهم کانوا ینطلقون من خلق تساءلاً جدیداً للتوصل إلی تربیة مطلوبة إعتقاداً منهم بأن لا شئ کـ السؤال یخلق لدی الإنسان تحدیاً.
إن السؤال لا یأتي عن فراغ لأن من لا علم له لا سؤال له ومما قاله الأنبیاء تساءلا "قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (ابراهیم / 10).
إن للتساءل أسباب أولها مضمار التساءل وعقبته أو خلق الحاجة إلی التساءل عن أمر یعرف المربی إجابته وهذا هو أفضل الأسالیب لتأطیر فکر المتلقی والإجابة علی جمیع تساءلاته.
أما المنهج الثاني هو منهج التعلیم والتوعیة. إن العقل البشري أشبه بالجهاز الذي یعمل علی وقود وإنه لیس مصدراً وینبوعاً زاخراً بالعلم إنما هو جهاز تحلیل وتفکیك لبیانات تعرضها علیه.
ویحدد الله تعالی موضوع العلم والتعلیم في أول آیة أنزلها قائلاً "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" فیعلم البارئ الإنسان علما فیه هدایة.
ومن المناهج التربویة أیضا تبیین الأدلة والأسباب لقوله تعالی "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"(البقرة / 111) ویعتبر "الجدال الأحسن" أو التربیة الإستدلالیة من خیر الأسالیب التربویة.
والجدل یعنی لف الشئ وضمه في مضمار وهنا المقصود به التربیة من خلال التوعیة.
مقتطفات من كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية والمفسر للقرآن "الدكتور محمد علي أنصاري"