الدكتور فرح موسی؛ مفکّر مجدد یعتقد أن النص القرآني ليس جامداً
ونظمت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية الندوة الثالثة من سلسلة ندواتها القرآنية التي تنظمها بمناسبة شهر رمضان المبارك تحت عنوان "الدراسات القرآنية الأكاديمية في لبنان، مؤلفات الدكتور فرح موسى نموذجاً".
وأقيمت هذه الندوة العلمية التي جمعت بين الحضور والافترض في أستوديو "مبين" التابع لوكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) في العاصمة الايرانية طهران.
وتحدث في هذه الندوة، المستشار الثقافي الايراني السابق لدى لبنان "الدكتور عباس خامه يار" من خلال حضوره في الأستوديو كما قام الكاتب والباحث اللبناني في العلوم القرآنية و رئيس كلية الدراسات الاسلامية في الجامعة الاسلامية اللبنانية "الدكتور فرح موسى" بالقاء كلمة في هذه الندوة عبر الفضاء الافتراضي.
وقام "الدكتور عباس خامه یار" من خلال محاضرته في هذه الندوة بالتعریف بالمفکر الإسلامي اللبنانی "الدكتور فرح موسی"، قائلاً: "إن الدكتور موسی مفکّر حدیث ومجدد وإنسان نبیل ومؤسس کلیة الدراسات الإسلامیة في الجامعة الإسلامیة اللبنانیة ویعمل كمدرس للفلسفة في هذه الجامعة، كما أنه قد أسّس هذه الكلية منذ أكثر من عقدين ولا يزال يشغل منصب عميدها".
وأضاف أن "الباحث في العلوم القرآنية الدكتور فرح موسى له مؤلفات مهمة للغاية في مجالي الفلسفة والاجتهاد، ومن أهم أفكاره هي التأكيد على عدم تجميد النصوص القرآنية والإسلامية".
وقال الدكتور عباس خامه يار إن "فرح موسى يسعى دوماً الى تشريح وتقديم خطاب النصوص القرآنية وديناميات النصوص، كما له مؤلفات قيمة في مجال فقه مفجر الثورة الاسلامية الايرانية الإمام الخميني (رض) وقائد الثورة سماحة آية الله السيد علي الخامنئي(حفظه الله)".
وأضاف أن "كتابات موسی تمزج بین المفاهیم الدینیة والمفاهيم السیاسیة المعاصرة وله أکثر من 40 مؤلفاً و70 مقالًا علمیاً في الفلسفة والعلوم الإسلامیة والقرآنیة"، كما "أنه يشارك دائماً في مختلف المؤتمرات والندوات العلمية الدولية". 
وقال المستشار الثقافي الايراني السابق لدى لبنان إنه "بالإضافة إلى هذه السمات العلمية والأكاديمية، تعدّ هذه الشخصية نموذجاً مثالياً للفكر القرآني من حيث العلاقات الإنسانية والأخلاقية، وكانت هذه الميزة هي السمة الغالبة في التفاعلات التي أجريناها معه".
وأردف قائلاً: "إن فکر "الدكتور فرح موسی" القرآني یتمیز بإعتقاده أن النص القرآني لیس شیئاً جامداً غیر متعاطف بل یتصف باللیونة والسیالیة ویعتقد أیضاً أنه یمکن جعل المفاهیم القرآنیة محوراً للحوار مع الآخرین مع الإلتزام التام بمبادئ القرآن ومفاهیمه الأساسیة".
وأشار الى أن "الخطاب العلمي والمنطقي والإنساني لفرح موسى مستمد من جوهر الأديان"، مضیفاً أن "هذا الخطاب يعدّ عاملاً للتقارب، كما يؤكد فرح موسى على قضايا مثل تقارب القرآن والخطاب والحوار".
وبدوره، تحدث في هذه الندوة الدكتور فرح موسی عبر العالم الافتراضي، قائلاً: "أنا ولدت عام 1963 للميلاد في بلدة كائنة في قضاء "البقاع الغربي" في لبنان ونحن منذ نعومة أظافرنا نواجه ونعايش العدوان الصهيوني على بلادنا".
وأضاف: "تابعت دراستي في المدارس اللبنانية الا أن تخرجت في مرحلة الدكتوراه من الجامعة الاسلامية اللبنانية وحصلت على الدرجة البروفسورية في مجال البحوث المتعلقة بحقوق الانسان والغرب".
وقال الدكتور فرح موسى: "أشغل منصب عمید کلیة الدراسات الإسلامیة في الجامعة الإسلامیة اللبنانیة منذ تأسیسها قبل عقدین"، موضحاً: "لديّ أكثر من 50 بحثاً اسلامياً، وقرآنياً وحقوقياً، واجتماعياً وسياسياً، كما أن تخصصي الحقيقي هو الفلسفة السياسية وانتقل منها الى أجواء القرآن الكريم".
وأشار الى إنه "یصدر سنویاً بحوث قرآنیة" مؤکداً أن "الإنسان المعاصر بعید من القرآن والإسلام وإن هذا البُعد أدّی بالإنسان إلی موت حیاته الروحانیة والمعنویة".
وأکد أن الدلیل علی إبتعادنا من القرآن الکریم هو حدیث الإمام علی (ع) في الخطبة 129 من نهج البلاغة "اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ النَّاسِ، فَهَلْ تُبْصِرُ (تنظر)إِلاَّ فَقِيراً يُكَابِدُ فَقْراً، أَوْ غَنِيَّاً بَدَّلَ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً، أَوْ بَخِيلا اتَّخَذَ الْبُخْلَ بِحَقِّ اللهِ وَفْراً، أَوْ مُتَمَرِّداً كَأَنَّ بِأُذُنِهِ عَنْ سَمْعِ الْمَوَاعِظِ وَقْراً".
وأشاد الکاتب والمفکر اللبناني بإقبال الشباب اللبناني علی مؤلفاته وکتبه القرآنیة مطالباً بضرورة إستخدام الشبکات الإجتماعیة والتقنیات الحدیثة للدعوة ونشر الفکر في أوساط المجتمعات.
وقال کاتب کتاب "اضاءات قرآنیة؛ قراءات نقدیة في مناهج التفسیر" حول نظریته بهذا الکتاب أنه یتضمن رؤی جدیدة في التفسیر والبحث القرآني مطالباً الأساتذة والأکاديمیین بمراجعته من أجل الإطلاع علی آخر التوجهات في مجال التفسیر القرآني.
المزيد من التفاصيل بشأن كلمة الدكتور فرح موسى بالمقطع الصوتي المرفق...
