ایکنا

IQNA

أکادیمي لبناني في حديث لـ"إکنا":

الإمام موسی الصدر کان رائداً للتعایش بین الأدیان في لبنان

11:47 - September 01, 2020
رمز الخبر: 3477998
بیروت ـ إکنا: قال الأستاذ لمادة الفلسفة في جامعة لبنان، "الدكتور خضر نبها" إن الإمام موسی الصدر کان رائداً في إنشاء مجتمع مقاوم یتمتع بالسلام بین الأدیان.

وقال الأستاذ المدرس لمادة الفلسفة وعلم الکلام فی جامعة لبنان "الدكتور خضر نبها" في حدیث لـ "إکنا" ان الإمام موسی الصدر عاش و ترعرع في إیران وبما أن الفرد الإیرانی یتمتع بالإنفتاح والحضارة وبما أنه کان من سلالة أهل البیت (ع) فإنه إنتهج نهجهم فی الدعوة الی السلام والتضامن.


وأضاف أن الإمام موسی الصدر کان رائداً فی تأسیس مجتمع صامد ومقاوم وأیضا کان رائداً فی ترسیخ السلام والتعایش السلمي بین أتباع مختلف الدیانات فی لبنان.


وأکد الدكتور خضر نبها أن الإمام موسی الصدر کان یعتقد إن المقاومة هی السبیل الوحید للخلاص من شر الإستکبار ولهذا قام منذ دخوله الی لبنان العام 1959 للميلاد بالعمل السیاسی وتأسیس المجلس الأعلی الإسلامي للشیعة فی لبنان.


وأکد أن الإمام موسی الصدر کان متمسکاً بالفکر الإنساني والإنسانیة حیث کان یری الإنسان محوراً وکان یسعی نحو تحقیق الکرامة الإنسانیة والعیش الإنسانی والعدل بین البشر.

وأشار الى أن الإمام الصدر هو المؤسس والرائد الحقيقي لحركة السلام بين الأديان بلبنان في العصر الحاضر، موضحاً أن الامام موسى الصدركان يعتقد بأن الإنسان اللبناني شخص حضاري، فلهذا كان على الإمام الصدر أن يقاوم فكرة عزل بعض الجماعات الإثنية في لبنان  بهدف خلق الوحدة والتضامن بين الجماعات العرقية وأتباع مختلف المذاهب في لبنان.

وتجدر الاشارة الى أنه صادف أمس  الإثنين الذكرى الـ42 لتغييب الإمام موسى الصدر، حيث تم اختطافه ورفيقيه في 31 اَب/ أغسطس 1978.
 
السيد الصدر حاضر في مقاومة "إسرائيل"

لمع نجم الإمام الصدر منذ بداية مشاوره العلمي في حوزة قم. وكان ألمع طالب إلى جانب الشهيد السيد الدكتور محمد بهشتي، بين أهم 12 طالباً مجتهداً. وقد شارك عام 1959 مع آخرين منهم آيات الله: بهشتي، آذري قمي، مكارم شيرازي، في تدوين مشروع إصلاح المناهج العلمية في الحوزة. 

وحتى عندما أكمل دراسته الحوزوية في النجف الأشرف كان انطباع جميع أقرانه في الحوزة أن الإمام الصدر اَت مرجعاً دينياً لا محالة.
الإمام موسی الصدر کان رائداً للتعایش بین الأدیان في لبنان
ولهذا يروي أحد طلاب الحوزة النجفية اَنذاك أنه فور قرار الإمام الصدر المجيء إلى لبنان والاستقرار فيه، يروي قول السيد الصدر باللهجة العراقية: "ماكو مرجعية بعد لبنان"، أي لن أكون مرجعاً في المستقبل إذا أتيت لبنان.

ثمة من يعتبر الإمام الصدر هو مؤسس النهضة الثانية، كما يعتبر الشهيد الأول قبل حوالي 700 عاماً مؤسساً للنهضة الأولى في جبل عامل.

وقد اعتبر السيد محمد حسين فضل الله الإمام الصدر بأنه "مهما قيل عن الإمام الصدر فهو مفجر الحالة الشيعية في لبنان". ويؤكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "الإمام الصدر هو المؤسس لكل ما نحن فيه".

اكتشف الإمام الصدر أن العمل على جعل "مشروع الاحتلال الإسرائيلي" عدواً، يحمي الوحدة الوطنية ويبعد الفتن بين الطوائف. لذا كان يقول: "يجب العمل لتكون إسرائيل عدواً".

اشتهر عن الإمام الصدر شخصيته الجذابة وامتلاكه لكاريزما قوية، حيث يروي نقيب الصحفيين السابق زهير عسيران أنه كان مقرراً ان تكون مدة اجتماع الصدر مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر نصف ساعة، إلا ان شخصية الإمام ولباقة حديثه اللافت جعلت الإجتماع يمتد لحوالى 4 ساعات. 

وفي هذه الفترة سرعان ما تحول الإمام الصدر بثقافته الواسعة المستنيرة إلى محط أنظار جميع اللبنانيين وإعجابهم وليس الشيعة فحسب. فضلاً عن امتلاكه المقدرة على الحوار مع جميع الاتجاهات الثقافية الاخرى.

فأول ما تعرف إليه اللبنانيون كان عن  طريق محاضرة ألقاها في "الندوة اللبنانية" في 6 نيسان/ أريل 1964 بعنوان "أضواء وتأملات". وقد كانت "الندوة اللبنانية" آنذاك المنبر الأكثر تأثيراً على ثقافة ذاك الزمن. وقد ركز الإمام في هذه المحاضرة على فكرتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالوحدة الإسلامية، والثانية تتعلق بالحوار الإسلامي المسيحي والاعتراف بالآخر.
الإمام موسی الصدر کان رائداً للتعایش بین الأدیان في لبنان
ثم كانت له في العام التالي في 24 أيار/ مايو 1965 محاضرة ثانية على منبر "الندوة اللبنانية" ذاتها، مما لفت نظر الجميع وجعل من المثقفين اَنذاك يتحدثون عنه كعالم دين مسلم، يستطيع أن يحاضر في موضوع صعب هو "الإسلام وثقافة القرن العشرين".

وفي عام 1966 أطل الإمام من على منبر فكري آخر في محاضرة له في الجامعة الأميركية في بيروت، فخاض غمار الفلسفة وتحدث عن كتاب الفيلسوف الكبير هنري كوربان (تاريخ الفلسفة الإسلامية – 1966)، وأظهر أن الجهد العقلي الذي تقتضيه الفلسفة لا يتناقض مع الإيمان الديني، فالمسلم يجب ان يكون موحداً ومؤمناً ومن أهل البرهان فلا ينحّي العقل عن سدة الإيمان.

هذا وولد الإمام السيد موسى الصدر في 4 حزيران/ يونيو 1928 في مدينة قم - إيران، من عائلة من كبار العلماء العاملين التي تعود جذورها إلى السيد صالح من جبل عامل من قرية شحور العاملية في جنوب لبنان، إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.

عام 1941 دخل الحوزة العلمية وتابع تحصيل العلوم الفقهية على كبار العلماء المدرسين وصولاً إلى درجة الإجتهاد في مدينة قم المقدسة. والتحق بجامعة طهران عام 1950، في كلية الحقوق، قسم الإقتصاد، وتخرج منها سنة 1953، وكان أول معمّم يتلقى العلوم الحديثة في الجامعة.

قدم الإمام الصدر إلى مدينة صور- لبنان في أواخر 1959 وبدأ العمل فيها كعالم دين خلفاً للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس)، بعد زيارتين سابقتين في 1955 و1957، وذلك بتشجيع ومباركة من المرجع الأكبر السيد البروجردي.

وكان الإمام قد شارك في مراسم تتويج بابا الفاتيكان البابا بولس السادس بناء على دعوة رسمية وكان رجل الدين المسلم الوحيد الذي دُعي لهذه المناسبة. 

انتخب الإمام السيد موسى الصدر رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969. ووجه دعوة لتوحيد الشعائر الدينية بين المذاهب الإسلامية. 

3919996

captcha