ایکنا

IQNA

الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية

11:20 - August 05, 2020
رمز الخبر: 3477676
مكة المكرمة ـ إکنا: ترتبط كلمة الحج برحلة المسلمين السنوية إلى مكة المكرمة في شهر ذي الحجة، وخلال موسم الحج من كل عام يجتمع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم في مكة، لكن الكثير من العقائد الدينية تتضمن طقوساً تشبه الحج.

الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية

ويؤدي آلاف المسلمين مناسك الركن الأعظم من أركان الإسلام، الحج إلى الأراضى المقدسة بمكة المكرمة، التى تتزامن مع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ذكرى الذبيح إسماعيل بن إبراهيم، تنفيذاً للآية القرآنية "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، وتبدأ مناسك الحج فى الثامن من شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام، من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة ليقوم بطواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بطواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
 
ولا يقتصر الحج كمناسك مقدسة عند المسلمين فقط كأصحاب أحد الأديان الإبراهيمية (نسبة إلى النبى إبراهيم)، فالعديد من الأديان والطوائف الإبراهيمية، لديها مناسك دينية أشبه بالحج، وتختلف كل مناسك من ديانة لأخرى، وخلال التقرير التالى نوضح كيف يحج أصحاب الأديان الإبراهيمية الأخرى غير الإسلام إلى الله، وما هي الشعائر الذى يقومون بها.
 
الإسلام

ويجتمع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم كل عام في مكة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج في شهر ذي الحجة في التقويم الهجري. وإذا كان حج مكة يشترك فيه المسلمون جميعاً سنة وشيعة فإن زيارة الأربعين مهمة للغاية للشيعة حيث يتدفقون بالملايين إلى كربلاء المقدسة سنوياً. كما أنه وفي ديسمبر/كانون أول من كل عام ومنذ عام 1966 يجتمع ملايين المسلمين سنوياً في "بسوا" في منطقة "تونجي" على ضفاف نهر توراج خارج العاصمة البنغلاديشية دكا، حيث يتم منع أي نقاش في السياسة وتركز الكثير من الخطب خلال هذا الاجتماع على السلام العالمي.
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية
اليهودية

لدى اليهود 3 أعياد تعرف بأعياد الحج، ويجب على كل يهودى أن يحج ثلاث مرات فى العام، فى عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال، ولذا؛ تسمى هذه الأعياد بأعياد الحج، وفرضت التوراة على كل يهودى أن يحجّ إلى المعبد المقدس ثلاث مرات فى السنة، كما وبحسب الموسوعة اليهودية أن أداء الحج فرض على الذكور دون الإناث والقاصرين والعرجان والمسنين، والمريض بالعقل والجسم، وكل شخص عليه أن يقدم شيئا لم يُحدد قيمته "صدقة"، وذلك استنادا للنص التوراتى: "ثلاث مرات فى السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الربّ إله إسرائيل".
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية
وتكون رحلة الحج لدى المعتقد اليهودى، بزيارة بيت المقدس وبالتحديد حائط المبكى "البراق" أو – الحائط الغربى- وبحسب اعتقادهم المتبقى من هيكل سليمان والذى قد يمثل "كعبة اليهود"- بالمعنى الإسلامى- و"تابوت الرب" ببيت المقدس - القدس-. وهو فرض على الذكور دون الإناث والقصر والمرضى ، وكل شخص عليه أن يقدم "صدقة" لم تحدد قيمتها.
 
ووفقا للمعتقد اليهودى، يعتبر عيد الفصح ذكرى نجاتهم بقيادة النبى موسى(ع) من فرعون ملك مصر، فـ"البيساح" الذى يعنى العبور، هو إشارة لعبور ملك العذاب فوق أرض مصر دون المساس باليهود، وأيضًا عبور الشتاء الذى يفسح المجال للربيع وعبور اليهود من العبوديّة إلى الحرية؛ وعبورهم البحر مع موسى.
 
المسيحية

على الرغم من أن المسيحية لا تحتوى ضمن أركانها المعروفة "التجسد والصلب والقيامة"، إلا إنهم يتجهون دائماً لفكرة الحج للأماكن المقدسة لديهم، فإن المسيحيين يشعرون منذ وقت مبكر بالرغبة القوية فى أن يروا بأنفسهم تلك المواقع التى تنقّل فيها المسيح، وربما يأتى ذلك استناداً لقول القديس جيروم "إن من الدين التعبد فى الموضع الذى وطأته قدما المسيح".
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية
ويتزامن موسم حج مسيحيى الشرق مع موعد عيد القيامة، على فكرة الحج، خاصة كنيسة القيامة، ليشاهدوا معجزة قبر المسيح الذى يضىء فى نفس موعد قيامة المسيح، ويكون من ضمن المناسك المقدسة لديهم التى تبدأ بزفة الآلام فى - أحد الشعانين - زيارة عدة أماكن ذو قدسية لديهم منها كنيسة يوحنا المعمدان وكنيسة المهد ببيت لحم، وصعود جبل التجربة، كما يقوموا بصعود جبل صهيون وزيارة قبر الملك داوود - يتشابه ذلك مع الطقس اليهودى - وأخيرا كنيسة القيامة بالقدس والتى يوجد بها قبر المسيح بحسب معتقداهم.
 
فيما يتوجه المسحيون من الروم الكاثوليك إلى لورديس فى فرنسا، وتعتبر محطة أساسية للحج لديهم، وتشتهر لورديس حسب مزاعم الروم الكاثوليك بظهور مريم العذراء للقديسة برناديت فى عام 1858، وبعضهم يسافر إلى مدينة الفاتيكان لزيارة كاتدرائية القديس بطرس فى روما التى تستضيف الملايين من الزوار كل عام.
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية
ورغم أنه لا توجد نصوص في الكتاب المقدس تحث على أي نوع من الزيارة إلى أمكنة مقدسة، يحج المسيحيون إلى عدة أماكن لها أثرها الديني والتاريخي لهم ككنيسة المهد في فلسطين، مسقط رأس المسيح، ونهر الأردن في الأردن حيث تم تعميده على يد يوحنا المعمدان، ويتم الحج إلى الأخير في 6 يناير/كانون ثاني كل عام في عيد الغطاس، والفاتيكان ولورديس في فرنسا التي تشتهر بتجلي العذراء للقديس برناديت عام 1858.

الصابئة 
 
والحج عندهم يسمى مراسيم التعميد (مصباتا) كما فى لغتهم الارامية وهو طقس لغفران الذنوب وتكفير الخطايا واساس تعميدهم يعتمد على الماء "الطمس: طماشا"، والصباغة "مصبُتا"، الأول إرتماس فى الماء يقوم به الشخص بنفسه ويكون بعد الجنابة أو مس الميت مثلا. أما الثانى فهو رسم متكامل لا يجرى إلا بمراسيم ومتطلبات متكاملة.   
 
والتعميد (مصباتا) كما ورد عندهم طقس سماوى أقامه أول مرة الملائكة فى السماء وأولهم الملاك جبرائيل (هيبل زيوا) ويقوم مقامه رجل دين (تاغا) يطهر باقى أبناء الديانة من الدنس والخطايا، ويعتبر عندهم التعميد (مصباتا) حياتا جديدة للفرد ويولد من جديد بعد أن محى كل أخطائه وذنوبه فى الماء الجارى .
 
ويجب أن يرتدى فيها ملابس حلة النور وهى القميص الطويل والسروال والنصيف والحزام "هميانا" والعمامة للرجل أو الشال للمرأة، والتعميد يكون منفصلا فلا تعميد مشترك بين النساء والرجال، ويجب ان يكون علنيا. وهو يقام ثلاث مرات فى حياة الفرد اولا فى الشهر الأول من حياته ويقوم الأب بالترديد بالأدعية والصلوات بدل ابنه والثانية فى السادسة من العمر والثالثة حين يبلغ أشده ويتزوج، ولديهم طقوس تعميد أخرى فى الأعياد والمناسبات أيضا.
 
السامرية

ويحج السامرى ثلاث مرات فى السنة هي: حج الفطير، وحج الأسابيع، وحج المظال "العرش". وينعقد الحج عادة وإلزاما على جبل جرزيم، حيث الأماكن المقدسة للسامريين، خاصة هيكل سيدنا موسى، الذى بناه فى سيناء ونقله، حسب الرواية السامرية يهوشع بن نون إلى جبل جرزيم، وكذلك مذبح سيدنا اسحق، حيث نوى سيدنا إبراهيم التضحية بابنه اسحق (إسماعيل، حسب الرواية الإسلامية) فدية لله تعالى، الذى افتداه إلهه بكبش.
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية
البوذية
والحج في البوذية ليست فريضة أو طقسا دينيا، وقد بدأ البوذيون طقوس السفر الجماعي والزيارة إلى الأماكن المقدسة بعد أعوام طويلة على موت بوذا. والمواقع المقدسة لديهم هي لومبيني مسقط رأس بوذا في النيبال، وبود غايا حيث جاءه الوحي تحت شجرة تين، وسارناث في الهند، حيث علم للمرة الأولى، وكوسينارا في الهند حيث مرقده.

الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية

الشنتوية

ويتوجه الملايين من أتباع الشنتوية سنويا إلى ضريح آيسى الكبرى وهو من أقدس مواقع الديانة الشنتوية فى اليابان، وآيسى هى موطن يتجمع فيه أكثر من مائة ضريح مثل الضريح الداخلي نايكو وهو مخصص لإلهة الشمس إماتيراسو، والضريح الخارجى غيكو وهو مكرس لآلهة الحصاد.
الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية

ديانة السيخ

المعبد الذهبى هو أقدس معابد السيخ ويقع فى مدينة إمريتسار الهندية، ويسافر إليه آلاف من أتباع هذه الديانة كل عام.

الحج في الأديان والطوائف الإبراهيمية

المصدر: اليوم السابع

captcha